

الجواب بالنفي قطعا - من وجهة نظري- لأن الناقد في الأصل ليس شخصا عاديا ولن يكون كذلك يوما ما...
فالناقد الحق يجب أن يكون شخصا مسلحا بالمعرفة الواسعة، والقدرة الخاصة على النظر والتمعن، والفهم والافهام، يفسر لنا العمل الادبي، ويطلعنا على تفاصيله، ودقائقه، ويكشف لنا مكنونه الخفي، ويلفت إنتباهنا الى مايمكن أن نمر عليه دون انتباه...وذلك عن طريق فحص طبيعته وعرض ما فيه من قيم...
وهو من أجل القيام بذلك وجب أن يكون قد أعطي موهبة فطرية واستعدادا يمكنه من تقييم الآثار الأدبية تقييما علميا، موضوعيا، بعيدا عن الأهواء الشخصية خدمة لهذا الشخص أو ذاك...وأن يكون ذا ثقافة علمية وفنية واسعة...وفضلا عن ذلك أن يكون صاحب ذوق وإحساس عال ومرهف، شديد الشعور بالجمال وعناصره، شديد الإنتباه لمواطن الخلل والقبح، يصدر أحكامه على ضوء مقاييس ثابتة، متعارف عليها في مجال النقد الأدبي، متمكنا من لغته، وقادرة على إقامة البرهان والدليل على أحكامه دون تحيز، أو تخوف من أحد، أومجاملا له مجاملة تتجاوز حدود وظيفته العلمية...
وهو في إطار تقييمه للعمل الأدبي وجب أن يقوم بتحليله وفق دراسة فنية لطبيعته، ومادته، والعناصر المكونة له، وطريقة بنائه...وأن يحاول الكشف عن المؤثرات التي أثرت فيه، أو يمكن أن تكون قد أثرت فيه،وفق منهج واضح ودقيق حتى لايضل عن الهدف الأسمى والغاية النبيلة التي خصص لها مجال النقد...وذلك لأن العمل النقدي دون منهج واضح وعميق يتملك نفسية الناقد في إطار تحليله وتقييمه أمر خطير جدا،وخطورته تكمن في في تدخله -في إطار عمليته التفسيرية والتقييمية المنتوج الأدبي- في حياة ومشاعر الآخر وربطنا بها بطريقته في الفهم التي وإن لم تكن دقيقة فإنها ستؤدي إلى نتائج عكسية من شأنها تشويه أو تحريف الظاهر والخفي من العمل الأدبي،مع استخلاص قيم ونتائج قد لا يقول بها النص أصلا...
ولذلك، وجب على الناقد أن تكون له قواعد محددة، ومفاهيم محددة، يأخذ بها، ويطبقها، ويستخدمها بطريقته الخاصة، وأن يكون عارفا بمعانيها المحددة قبل أن يستخدمها وأن تكون واضحة الدلالة في أذهان من يستعملها،ومن يتلقاها على حد سواء حتى نتفادى سوء الفهم والإفهام...
وفضلا عن كل ذلك، وجب على الناقد أن يتوفر على بناء فلسفي واضح حتى يستطيع أن يقوم بمهمة الحكم على العمل الأدبي بأكبر قدر ممكن من الإحترافية، وأن تكون فلسفته تلك فلسفة عقلية وفنية في وقت واحد...
هذا بإختصار ماهية ومفهوم الناقد من وجهة نظري ....
وفضلا عن كل ذلك، وجب على الناقد أن يتوفر على بناء فلسفي واضح حتى يستطيع أن يقوم بمهمة الحكم على العمل الأدبي بأكبر قدر ممكن من الإحترافية، وأن تكون فلسفته تلك فلسفة عقلية وفنية في وقت واحد...
هذا بإختصار ماهية ومفهوم الناقد من وجهة نظري ....
وعليه، أعيد طرح سؤال البداية: هل يمكن لأي كان أن يصبح ناقدا ...؟!؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق