حيّنا القديم
وأنا أمرّ بحينا القديم
في قريتنا القديمة
أمضي في هدوء وصمت
أتأمل البيوت المترامية
أتأمل الوجوه العابرة
أحاول منع دمعة
ترقرقت وأوشكت على السقوط
أين الوجوه القديمة
هل كلها رحلت
هل أطفأت نار مواقدها ومضت
أين الحياة التي كانت هنا صاخبة
أراها الآن صامتة شاحبة
أمشي لاأحد يعرفني
أتذكرهم ولا أحد منهم يتذكرني
هنا كانت عين ماء
وهناك أشجار الصنوبر والكستناء
ووجوه نضرة تغدو وتروح
تضحك من قلبها وملء فمها
والحي نابض بالحياة والرواء
وتسارعت الصور إلى ذاكرتي
استيقظ الصبي الصغير في داخلي
وتذكرت طفلا كان يوما هنا
يصنع طائرة من الورق
يربطها بخيط ويطلقها للريح
يصنع زورقا ورقيا
يضعه في جدول صغير
ويجري وراءه لاهثا
وطفلة صغيرة لاتفارقها دميتها
يتناوب معها على الأرجوحة
يقضيان النهار في اللعب
إلى أن ينال منهما التعب
تذكرته وهو يحمله كرته
يختار من أترابه الصغار
من يلعب معه ومن لايلعب
فمنهم من يرضى ومنهم من يغضب
بعضهم يحاول إغراءه بالحلوى
ومنهم من يتهدّده بالضرب
تذكرت صديقه المشاغب
عندما كانا يتعاركان بقوة
على طائر حسّون اصطاداه
فيفلت الطائر وهما لايزالان في صراع
ويضحك منهما العجوز الأدرد
ضحكة طويلة وهو يخبط يديه
شماتة من ذلك المشهد
ويضحكان من فمه الفارغ المهجور
وينصرفان متعانقين في حبور
وأنا أمرّ بحيّنا القديم
في صمت وخشوع
أتلمّس الجدران بيدي
بعضها اندثر
وبعضها لازال يقاوم الزمن
بحثت عن ذلك الطفل
لم أعثر له على أثر
تذكرت أني دفنته هنا
قبل أن أرحل
محمد أبورزق
وأنا أمرّ بحينا القديم
في قريتنا القديمة
أمضي في هدوء وصمت
أتأمل البيوت المترامية
أتأمل الوجوه العابرة
أحاول منع دمعة
ترقرقت وأوشكت على السقوط
أين الوجوه القديمة
هل كلها رحلت
هل أطفأت نار مواقدها ومضت
أين الحياة التي كانت هنا صاخبة
أراها الآن صامتة شاحبة
أمشي لاأحد يعرفني
أتذكرهم ولا أحد منهم يتذكرني
هنا كانت عين ماء
وهناك أشجار الصنوبر والكستناء
ووجوه نضرة تغدو وتروح
تضحك من قلبها وملء فمها
والحي نابض بالحياة والرواء
وتسارعت الصور إلى ذاكرتي
استيقظ الصبي الصغير في داخلي
وتذكرت طفلا كان يوما هنا
يصنع طائرة من الورق
يربطها بخيط ويطلقها للريح
يصنع زورقا ورقيا
يضعه في جدول صغير
ويجري وراءه لاهثا
وطفلة صغيرة لاتفارقها دميتها
يتناوب معها على الأرجوحة
يقضيان النهار في اللعب
إلى أن ينال منهما التعب
تذكرته وهو يحمله كرته
يختار من أترابه الصغار
من يلعب معه ومن لايلعب
فمنهم من يرضى ومنهم من يغضب
بعضهم يحاول إغراءه بالحلوى
ومنهم من يتهدّده بالضرب
تذكرت صديقه المشاغب
عندما كانا يتعاركان بقوة
على طائر حسّون اصطاداه
فيفلت الطائر وهما لايزالان في صراع
ويضحك منهما العجوز الأدرد
ضحكة طويلة وهو يخبط يديه
شماتة من ذلك المشهد
ويضحكان من فمه الفارغ المهجور
وينصرفان متعانقين في حبور
وأنا أمرّ بحيّنا القديم
في صمت وخشوع
أتلمّس الجدران بيدي
بعضها اندثر
وبعضها لازال يقاوم الزمن
بحثت عن ذلك الطفل
لم أعثر له على أثر
تذكرت أني دفنته هنا
قبل أن أرحل
محمد أبورزق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق