Abderrahman Essoufi

***

دفاعا عن الشعر الجاهلي 2

-----------------------------

الشعر الجاهلي قارة إبداعية ، يتطلب الإلمام بها الكثير من الدراسة والقراءة لكل ما نشر حوله من ابحاث ومؤلفات لا عد لها ولا حصر . هل يمكن لجاهل لكل هذا التراث أن يدلي برأيه حول الشعر الجاهلي ؟ وهل يكن لجاهل لبحور الشعر وأوزانها وتقطيعها ...أن يتذوق شعر القريض ؟ وهل لجاهل لعلم البيان والبديع أن يتعرف جمالية الشعر ؟ وهل لجاهل للموسيقى الداخلية والخارحية أن يقرأ شعرا جاهليا ؟ وهل.....وهل ؟
موضوع بحثي القصير سيكون جوابا على هذه الأسئلة المؤرقة .
التقطيع العروضي : هو تجزئة البيت من الشعر بمقدار التفاعيل ، وهي الأجزاء التي يوزن بها ، بعد قراءته وتأمله لمعرفة البحر الذي جاء عليه بوجه الإجمال ، وبالوزن تنضبط موسيقى الشعر ، ويعرف البحر الذي تنتمي إليه القصيدة . ودون إلمام بعلم العروض يبقى كل رأي حول الشعر الجاهلي مهزلة ما جاد زمان بمثلها .
الموسيقى الخارجية : تتولد عن الأوزان والقوافي ، والتي تدرس في ظل معرفتنا لعلم العروض ، الذي هو خاص بالشعر . أي تسمية بحر القصيدة وتسجيل تفعيلاتها ، مع الإشارة إلى تنوع القوافي . فقد بميل الشاعر إلى البحر الطويل أو البسيط إذا كان غرض القصيدة جادا وبحتاج إلى اتساع تعبيري ، وقد يميل إلى المتقارب أو الخفيف في الشعر الثوري ، والكامل والوافر يناسبان شعر الغزل ، وإن كان الكامل يلائم جميع الأغراض .
التقطبع الصوتي : هو تجزئة الوزن إلى مواقف ، أو مواضع يسكت فيها اللسان أو يستريح ، وهما نوعان :
عروضي و صوتي
أما العروضي فهو نهاية التفعيلة التي لا يمكن لجاهل لعلم العروض أن يدركها.
والصوتي وهو النقطة التي يتقطع عندها الصوت .
.
أما ااموسبقى الداخلية فتتجلى عبر عدة وسائل منها :
الجناس وهو واحد من أرز الوسائل اللغوية ، يكثف النغم الداخلي ، ويحدث نغمات موسبقية متصاعدة .
الجناس بأنواعه الذي ينبغي إدراكه في كل نص شعري بقرأ ، وإلا قل التذوق ، وبقت الغريزة متحكمة على الرأي ولا ترقى للعلم .
معرفة الشعر الجاهلي لا تتأتى الا بعد سنين من البحث والدراسة ، من خلال الغوص في الكثير من المرلفات والمراجع .
وأنهي بحثي القصير بالإشارة الى أن المعلومة أصبحت في كل باحث عن المعرفة لانتاج الرأي الصائب .

أما المتقاعسون والفاشلون فرأيهم لا يعتد به ، ورأيهم وصمة عار على جبين الشعر العربي الجاهلي ، وهم من هواة الصفر متحلقون ، وعن جيمات الغباء باحثون ، فلهم مني ألف جيم تحلق بهم السماء مثل بالونات منفوخة بالريح

.