موسيقى

ظلام دامس،سماء حالكة،نجوم خافتة،قمر شاحب بين الضباب،صمت سائد ،في هذا الاجواء الجنائزية
انطلقت بسرعة البرق طائرات حربية ترمي بعشوائية قنابل مدمرة على أراضي الفلاحين لترهيبهم وعدم المقاومة.
رغم هذه الأساليب التخويفية أبت تيليلا أن تنجري إلى التشاؤم بالعكس كلما اشتد الحصار كلما زادت تحديا لكل اشكال الاستعمار الهمجية بعزيمة قوية
شرعت المرأة الحديدية كما يلقبونها في القرية في إعداد لوازم الزيارة السرية المرتقبة من طعام وملابس وبعض أسلحة الدفاع من صنع محلي.
في هذه الظلمة خرجت إلى الاصطبل بدون أن تثير فضول المتربصين بكل حنكة وتفاني هيأت الحصان المتروض بسرعة فائقة امتطت عليه واخترقوا دمس الظلام متجهة نحو الجبال.
اجتازت تيليلا عدة مصاعب من وديان وصخور من غابات وسهوب من شعاب وهضاب وأخيرا وصلت إلى الكهف الذي جعله الزعيم الثغر الخلفي لاستراتيجية المقاومة من هناك
تنطلق كل الخطط الهجومية أو الدفاع.
عن بعد خطوات قليلة من المغارة نزلت من على الحصان،كما هي العادة أخذت الحيطة والحذر ووضعت إكليل ورد حول جيده عربون المحبة إلى الزوج البطل ومعه كل اللوازم التي حملت معها،بضربة خفيفة إنطلق الحصان إلى الكهف.
عند بوابة المغارة استقبل البطل المؤونة وأشار بالفانوس عن خلو العدو عن المكان حينئذ أتت الزوجة الصبورة المكافحة للقاء الزوج الباسل.
ولجا إلى الداخل وهناك يحلو الحديث والكلام بدأ بحكاية عن أحوال البلد وعن الاجواء الوطن عن الموت والحياة عن الأرض والفلاحة عن الأبطال في ساحة القتال دفاعا عن الثغور واجلاء العدو عن الوطن.
حكى لها عن الانتصارات والاستراتيجيات الحربية عن خسائر الفادحة للعدو وعن قرب الفرج وعودة الفرح وإطلالة غد أفضل.
فرحت تيليلا بزوجها وبكل الأبطال وضمته إلى صدرها حبا وفخرا وهمست له في أذنه كلمات عشق وود.
في أول بزوغ اول خيط الفجر غادرت المغارة ثم ركبت الحصان بسرعة تخفي دمعة انهارت من عينها على خدها راجية كل الخير للوطن.
الايسري الصديق .

ليست هناك تعليقات: