موسيقى

Nour Abouchama Hanif 
******
" شَحْذُ السِّهَامِ فِي كِتَابِ الْأَيَّامِ "
مُتواليات بوْحِية تتغيّى رسمَ إحساسي بالزّمن داخِل أيّام الأسْبوع ، كلّ يومٍ على حِدة ، انْفردُ بهِ وينفردُ بِي، ونَرسُم معاً خارِطة خَرْبشات ، نَتِيهُ داخل مَتاهاتها ، ونَصْطحبكُم معنا كيْ تدلّونا علَى مخَارج الضّوء
1 - الْأحَدُ ...
يُضِيءُ الْأَحَدُ دَمِي بِالْجُنُونِ
قَبْلَ أَنْ يُوقِظَنِي وَرْداً غَجرِيّاً
فِي سَدِيمِ الْفَجْرِ الصَّامِتِ
مِنْ أُرْجُوحَةِ لَذِيذِ الْوَسَن ...
يَلُفُّنِي
فِي عَبَاءَةِ الْاِسْتِرْخَاءِ الْإِضَافِيّ
وَ يُعْلِنُ فِي وَجْهِي
أَنَّ النَّهَارَ سَحابَة
وَ أَنَّ الْعَرَقَ مَحْظُورٌ
وَ أَنَّ الْأَرْقَامَ مُلْغَاةٌ
شَيْءٌ مِنْ فَوْضَى الْأعْضَاءِ
تَعُومُ فِي تَهَافُتِ الْوَقْتِ
وَ الْوَقْتُ يُهَرْوِلُ
فِي اتِّجَاهِ الْمُتْعَةِ السَّرَابِ
وَ فِي عُجَالَةِ الْعَاشِقِ الْيَائِسِ ،
تَرَاهُ يُقَلِّصُ
مِنْ نِسْبةِ الضّوْءِ
كَأنّهُ عَلى مَوْعِدٍ خُرافِيّ
مَعَ حَبِيبةٍ مَجْهُولَة
...
2 - الاِثْنَيْن ...
يَدْعُو الاِثْنَيْنُ دَمِي
إِلَى الدُّخُولِ فِي لَعْنَةِ الزِّحَامِ
كُرَيَّات بَيْضَاء وَ حَمْرَاء
تَتَنَازَعْنَ الْمَسافاتِ
تَتَعَلّمْنَ الْمُرُورَ الْمَمْنُوعَ
مِنْ تَعَثُّرِ الاِنْسِيَابِ
إِلَى تَهَجِّي التَّوَتّرِ
تَتَفَقَّدْنَ الْخَطْوَ
الْتَهَمَهُ الْأَمْسُ الضّبابُ
نَسِيَ شَكْلَهُ أَوْ كَاد ...
تَأْتِي الرُّوحُ ، حَكِيمَةً
تُهَدْهِدُ جُثَّةَ الْكَلامِ
تسْتَجْدِيهَا
قِطَافَ بَكارَاتِ الْيَقَظَةِ
والْيَقَظَةُ عَنْقَاءُ
مَا زَالَتْ لَمْ تُدْرِكْ رَمَادَ النَّهَار
والنَّهَارُ كَائِنٌ كَسُولٌ
يَتَثَاءَبُ فِي فَنَاجِينَ صَامِتَة
لَا قَاعَ لَها وَ لَا بُنّ
...
3 - الثُّلَاثَاءُ ...
يَدْلِفُ الثُّلَاثَاءُ إِلَى دَمِي
مِثْلَ نَشَّالٍ ظَرِيفٍ مَاهِرٍ
يَسْرِقُ مِنِّي آخِرَ حَبَّةِ رَمَادٍ
يُعِيدُ لِلطَّائِرِ آخِرَ رِيشَةٍ
كَيْ يَسْتَقِيمَ الْاِشْتِعَالُ فِي الْأَجْنِحَةِ
تَاْخُذُ الْأَوْرِدَةُ شَكْلَ الْوَرْدَة
تَأْكُلُ أَكْمَامَها
فِي الْتِهَامٍ مَازُوشِيّ
يَسْتَبِقُ الْخَطْوَ
فِي غَيْرِ الْتِفَاتٍ
وَ لَا رُجُوع
الثُّلاثَاءُ كَائِنُ خَبِيرٌ
بِتَلاوِينِ مَا تَبَقّى
فِي نَسْغِ الوَرْدَةِ
مِنْ رُوح
يَرْسُمُ لَها خُطُوطَ الطُّولِ
وَ يَنْسَى مَلامِحَ الْعَرْضِ
يُطَرّزُ عَلَى رَأسِهَا
تَسْرِيحَةً عَصْرِيّةً
لِشَعَرٍ أشْعَثَ
قَبْلَ أنْ تُعانِقَ
حَبِيبَ اللّقاء
...
4 - الْأَرْبِعَاءُ ...
يَتَرَبَّعُ الْأَرْبِعَاءُ عَلَى دَمِي
فَتىً مَرْبُوعَ الْقَدِّ
يَرْشَحُ جَبِينُهُ دَبِيبَ تَعَبٍ لَذِيذٍ
يَقْسِمُ سُلَّةَ الْاِمْتِدَادِ شَطْرَيْنِ
شَطْرٌ لِلْأَعْشَابِ النَّاشِفَةِ
فِي قَرارِالاِنْسِحَابِ
مِنْ فَوْضَى الْخَلَايَا
وَ شَطْرٌ ثَانٍ
يَسْتَقْبِلُ احْتِمَالَاتِ الْأَشْجَارِ
تَحْبُلُ بِالْمَعْنَى ،
ثَمْراً أَلَذّ ، ثَمْراً أَشَدّ
وَ ثَمْراً بَعِيداً عَنْ كَمَائِنِ الْقِطَافِ
زِئْبَقِيَّ الْمَلْمَسِ
يَنْفَلِتُ مِنْ قَبْضَةِ الطَّعْمِ
وَ يَشْكُو الْاِلْتِذَاذ
هَا نَكْهَةِ الاِنْتِظَارِ تَتَرَقّبُ
سَجِينَها الْبَرئ
فِي خَرَائِطِ الْعَمَى
كَبُسْتَانٍ مُشَمَّعِ الْقُفْلِ
عَلى أزْهَار غَاضِبَة
تَسْتَعْصِي عَلى التَّرْوِيضِ
...
5 - الْخَمِيسُ ...
لِدَمِي لَوْنٌ صَاخِبٌ
كَمَا الْخَمِيسُ رَاكِضُ الْإِيقَاعِ
فِي امْتِلَاءِ الشِّفَاهِ
بِموسِيقَى " الرّوكْ "
يُغْرِينِي هَذا الْوَجْهُ
وَ أكْسِرُ لَعْنَةَ الشَّبَهِ
وَ التِّكْرَارِ ...
يُدْخِلُنِي فِي سِبَاقٍ غَرِيبٍ
أُنَافِسُ ظِلِّي
عَلى اعْتِلَاءِ رَأْسِ اللَّحَظاتِ الْهَارِبَةِ
تَتْوِيجاً رَاقِصاً ،
يُمْسِكُ بِثَدْيِ الْغَزَالَةِ الْبَرِّيَةِ
يَهْصِرُ دَرَّها الْمُكْتَظَّ
بِيَدَيْنِ عَامِرَتَيْنِ بِالرَّغْبَةِ
تُوَزِّعَانِ الْغَمْرَ
عَلى كُلِّ مَنْ مَرَّ
عَلى بَطْنِ رَاحَتَي
وَ انْتَشَى فِي خُطُوطِهَا
بِرَقْصَةِ الْعَطاء
...
6 -الْجُمُعَة ...
وَ لَقَدْ زَارَتْنِي
فِي عَباءَتِها الْبيْضَاء
تَفْحَصُ دَمِي ، قَالَتْ ...
يَشْهَدُ مِهْرَجَانُ الضَّخِّ الْيَوْمَ
أَصْغَرَ
بَلْ ... أَسْرَعَ دَوْرَةٍ
فِي تَارِيخِ الرَّكْضِ
نَحْوَ النِّهَايَاتِ الْبِدَايَاتِ
لَيْسَ لَكَ إِلّا شُرُودُ الْخَطْوِ
فَلا يَلْتَفِتْ مِنْ مِيَاهِكَ مَاءٌ
اِمْضِ إِلَى نَشِيدِ النَّبْعِ
لَمْلِمْ مَا تَبَقَّى
مِنْ أَطْيَافِ الْوَقْتِ الْعَابِرِ ...
فَالْوِسَاداتُ مَنَاشِفُ
سَعِيدَةٌ بِالْغِيَاب
...
7 -السَّبْتُ ...
دَمِي سَاخِنٌ
دَرَجَاتٍ فَوْقَ احْتِمَالِ الْعَرْبَدَة
رَقِيقُ الْمَلْمَسِ هَذا الْيَوْمُ ،
عِرْبِيدٌ ...
جَرِئٌ عَلى تَنُّورَاتِ الْمَليحاتِ
مُشَاكِسٌ ، مُتَحَوِّلٌ ...
خُنْتَى ...
غَجَرِيَّة تَلْبَسُ فَوْضَى النَّهْرِ
تَتَكَحَّلُ بِسَوَادَ الْمَغِيبِ
قِوَامُهَا قِيثَارَةٌ
تَعْزِفُ لَحْنَ التِّكْرَارِ الْأَهْوَجِ
تُمْسِكُ فِي يُمْنَاهَا
قَرَارَ الْهُرُوبِ إِلَى الْأَلْوَانِ
وَ فِي يُسْرَاهَا فَنَاجِينَ
مَشْقُوقَةً
تَقْرَأُ فِي قِيعَانِهَا
قَدَرَ الْأَحَدِ
وَ الْإثْنَيْنِ
وبَاقِي الرَّنِينِ
...
نون . حاء

ليست هناك تعليقات: