موسيقى

الشّاعرُ المَعطي معروف يُغازِل الأصْوات
...
اخْترتُ الشّاعر " المعطي معروف " لأنّه كائِنٌ موسُومٌ بالفنّ ... يمْسِك في يُمْناهُ آلَةَ " لوْتَارْ " وَ فِي يُسْراهُ قَصِيدَة ، يمْتَحُها منْ قَلْبِه ، يعْجِنُها بِتُرابِ الْماحول ، يُلَحِّنُها بِإيقاعاتٍ شَعْبِيّة ، لا تُقلّد ، وتَحْفُرُ في ذاكِرَتنا نَسْغَها المُوسِيقي ... كلّ هذا فِي تَواضُعِ الْكِبار ، لأنّ المعطِي لا يمْلأُ الدّنيا صُراخا ولا صَخَبا ... وَ إنّما يهْمِسُ لنَا بَوحَهُ في جمالِيّة نادِرة تتَغَيّى تحْقِيق الْألْفَة الدّائِمة بين الكلِمَة والإيقاع .
اليومَ ، تقفُ بين أيدِينا زَجليّة قابلةٌ للْغناء بامْتياز ، وأنَا علَى يقينٍ أنّ الْمعطي الآنَ بصددِ تلْحِينها ... لأنّني جَالستُه في مثلِ هذهِ اللّحظات ... لهذا رسمَ مَعالمها داخِلَ مَقَاطِعَ إيقَاعِيّة أربَعة تنتهِي بِدفقة صوتِيّة صفِيريّة عبرَ حرْفِ " السّين " ... و السينُ دالٌّ على الصّفِير ... والصّفِيرُ حالَةٌ فِيزيائِيّة تنْسَجِمُ مع فضَاءاتِ الْفَراغ ... والْفَراغُ هنا هو قَلْبُ الشّاعِر الّذي تعرّضَ للْهجْرِ ... كما أنّ ايّ مكانٍ مهْجورٍ قَدَرُهُ فَراغٌ وَ صَفِير ... منْ هُنا قُدْرةُ الشّاعِر على رَسْمِ معالِمِ هذه الرّوح الْمعانِية في صَمتٍ جليلٍ من تواطُؤِ الْقلْبِ على الذّات مع الْقير ، غَدْراً وإخلالاً بمواثِيقِ المحبّة ... وَ فِي الْمُقابِلِ تشْرئِبّ " الْباءُ " صَوتاً انْفِجارِيّاً للدّلالَة على ما يُفْعِمُ الذّاتَ من حنَقٍ وَ غَضَبٍ على سُلوكِ الآخر الْغادِرِ ... وَ في عملِيّة إحْصائِيّة سَرِيعة ، وجدْتُ صوتَ الباء مُهيْمِنا فرفعتُ قُبّعتي للوارِفِ " المعطي معروف " لأنّهُ شاعِرٌ عَرَفَ كيفَ ينْقُل الْإحساسَ من عَرِين الكلِمة إلى آفاقِ الصّوت ... وهذا لا يتأتّى للجميع .
...
نون حاء
...
أنظر النص :
و. ياك. أقلبي
ما لقيت. عليك غُلبي
تحب.وعليا. تخبّي
وتقول......مجرد احساس
...
وايّاك الكبدة تربّي
على اللي ما. مربّي
على طاعة ربي
نُــقرتو خالطت النحاس
...
و. ياك أقلبي
تعبر بلا ميزان
اللي دعاك انت تلبي
وتنس كل ماكان ....من باس
...
وياك ا. قلبي
تفوّر بلا قفّــال
وتسكّي ليا ف قُبي
تحرق نارو شحال...ما يتقاس
...
المعطي معروف

ليست هناك تعليقات: