موسيقى

قبليني ولا تخافي
--- 0 - 0 ---
قبليني ولا تخافي
بهمسات من شفتيك
يفوح منها عطر المسك
فأذوب شوقا
للمزيد من البوح
والشمعة بيننا
تبكي حرقة
في ليلها الدامي
و لسان نارها
يتمايل
ويتطاول
لاصطياد فراشة عاشقة
تبحث عن الدفء
في ليل بارد
قبليني بلسان حالك
الذي ينظر لي
من وراء حجاب
كما كنت طفلة
في ذلك البيت القديم
بجنب وادي العشاق
حيت أغراس كل الفواكه
تنضج وتخرف
بشكل دوري
كما الأحلام الوردية
تنقضي بنا الأيام
في متاهات
لا متناهية
ونحن العابرون
من نهاية البدايات
إلى بداية النهايات
خلف ذلك الرمس
الذي استرد فيه الطين
صلصاله
ليحيى من جديد
في مرتع آخر
أفي نعيم أم جحيم
العلم عند الله
لا
بين من عرف سبيله
أو
بين من تاه
قبليني ولا تخافي
فشفاه كلماتي
مجرد خلية نحل
تسكنها عاشقات ورود
تصنع فيها من الكلمات
شهدا للمعاني
ومن الحروف
عسلا مختلف المذاق والألوان
يشفي غليل الروح
في جنان البوح
وهي تحترق لهفة
وترقص رقصة الابتلاء
كما لو كانت ملاكا
طائرا في السماء
يناجي ربه باستحياء
قبليني ولا تخافي
فما أنا إلا عبدك الضال
في مرتع هواك
يا حروفي العربية
التي تحن لمداد قلبي الدامي
على ما دفنت من ماضي
وعاشت من حاضر
بتقلباته المسمومة
التي غرزت في ظهره
سيف ظلامها القاتل
وجعلته أعمى
لا يرى للشمس شروق
على غذ أفضل
قبليني ولا تخافي
يا من كنت أهواها طفلة
في ذلك السن البريء
كالنحلة المتنقلة بين الزهور
ووجهها الملائكي
يشع بالنور
بلا مساحيق تجميل
و بلا عطور
وكنت أحمل رسالتي
لها وأطاردها بعيوني
ووجداني تتملكه الرهبة خوف
من أن لا تمسك بأصابعها
رسالتي من يدي
الفائحة بسامي مشاعري
وتقرأ بعيونها
لما تلتقي مع عيوني
صيف ظنوني
فأعود أدراجي
ووجنتاي احمرت خجلا
ورسالتي في يدي
إلى قبري الصغير
وانتظر يوما آخر
أجمل لأقرأ رسالتي
على أسراب الطيور
المهاجرة في فضاء قريتي
طالبا منها أن تبلغك عني
حبي العذري
فلما استفقت من غفلتي
وجدتك أينعت قبلي
وقطفك من يد حلمي
غني وابن أمير
أغدق عليك الدنانير
حتى أصبحت لا تشبهين
ما كنت أرى فيك
وأنت تلعبين فوق القبور
وتقطفين ما تفتح من زهور
قبليني ولا تخافي
ودثري رأسي بستائر
شعرك الطويل
واجعلي نجوم عيناك
لمتعتنا قناديل
في ليل طويل
لا يعرف للصبح شروق
حتى نرتوي من الشوق
بما تعتق من بوح محروق
بأسمى ما يعرف من ذوق
في زمننا المسروق
قبليني ولا تخافي
بما ملكت إيمانك
واجعليني كالعصفور
المبتهج بين الطيور
في ربيع الزهور
وهو يغرد كالسنور
أعذب ما في خلده يدور
حول الساكنة خلف الصور
في نعيم القصور
التي تركته كطير مكسور
يقلب الطرف بين السطور
ويتملى في حبور
في مخلفات الظلم والجور
الذي لا يطيقه حتى الصبور
الذي لا يهزمه قهر ولا صخور
بقلمي
المصطفى لخضر
مساء يوم الإثنين 27 نونبر 2017

ليست هناك تعليقات: