كنت اديت لجعفر ثمن ليلة واحدة بالفندق،على اساس انني ساستيقظ في الثالثة الا الربع؛وذلك لمواصلة سفري في الثالثة تماماوهو موعدخروج الناقلةمن المحطة الطرقيةالتي كانت عبارة عن مكان تصطف فيه مختلف الناقلات ويقصده المسافرون من كل مكان،ولم تكن هناك بناية قائمة المعالم ولا مرافق مميزة لمحطة ما،كانت بعض المقاهي غير المرخصة تملا الفضاء،وكانت رائحة تلك الاكلات الشعبيةالتي لم تكن تستهويني ابدا،تختلط برائحة المحروقات وبروائح اخرى لا تفارق هذه الساحةصباح مساء ليلا ونهارا،فتؤسس لهذا المنتجع رائحة خاصة لصيقة به لا يمكن ان تجدها بحسب رايي في اي مكان اخر من العالم...وحصل ماكان،ولم استيقظ الا في حدود الثانية من زوال اليوم الموالي،بعدما تم فتح باب غرفتي،بكسره بالقوةاو بنزعه او لا اعلم ماذا كان حصل بالضبط،هي سابقة في تاريخ نومي العريق،منذ اصبحت اعي وافهم ما يجري وما يحصل لي وحولي،من عادتي ان استيقظ لادنى حركة،بل واسمع دبيب النمل،وغالبا لا انام الا بضع ساعات... -ما اجج تخوفي هو ذلك البخاخ الذي لا يفارق يديك،واراك تستعملينه خفية وباستمرار،خصوصا بعد صعودك درجات الفندق...قلت مع نفسي،ربما اختنقت لا قدر الله... تركت جعفر يحلل ويناقش كما يشاء،عدت الى الغرفة،اسبغت وضوئي،صليت ما لم اصله منذ ليلة النكسة،كنت اتخشع في صلاتي اكثر من اي وقت مضى،ربما لان حالتي النفسيةتكسرت بفعل هذا الحادث الغريب،احسست برغبة ملحة في البكاء،كنت اريد اخراج كل تلك الدموع التي تنحصر داخل حلقي فتوخزه وتؤلمه،لكني كنت اتذكر جواب ابي يوم توفي اخي محمد:-ابي...لم لا تبك كما تفعل امي وجدتي وباقي الحضور؟الا تحب الصغير محمد انس!؟اتذكر كيف نظر الي وابتسم ابتسامة موغلة في الكابة،جرني اليه برفق،هتف في اذني بنبرة صوتية محطمة لازلت اذكر حيثياتها الى غاية كتابة هذه الاحرف:-الاتعلمي ان الرجال لا يبكون،ونفس الجواب تلقيته منه بعدما طرحت عليه نفس السؤال يوم توفي والده/جدي،فتاكد لي ان المسالة قاعدة صحيحة ضرورية بل ومسلم بها...قررت الا ابكي ابداعلى غراره،وان احتفظ بدموعي داخل طويتي،ما دمت اعشق ان اكون رجلا مثل ابي...استجمعت انفاسي،وعلى غير عادتي،توجهت الى المقهى المحادي للفندق كي اشرب قهوتي المسائيةهناك في شبه سابقة لي،كنت احضر قهوتي الى الغرفة،فارشفها بروية وبتان وعلى مراحل متعددة ومتقطعة،وانا اطل من تلك الشرفة المشرفة على الشارع وانا اتامل العالم الخارجي...او احيانا كنت اشربها بمعية جعفرفي قاعة الاستقبالات اذا كنت ارغب في ذلك...حضر الى المقهى وفد من السياح الذي يبدو انه صيني محض،كان النادل موحايبالغ في استقبال هؤلاء وفي استقبال مرشدهم،كان يحاول التواصل معهم بكل ما اوتي من مهارات لغوية وميمية...سالت موحا وهو يهم بتقديم القهوة الي:-ماذا حدث قريبا منكم في الفندق؟رايت حضورا للدرك وللمطافئ مساء،ماذا كان هناك؟ -الم تكوني بالفندق؟ -بلى،لكني كنت نائمة. -احدى النزيلات وهي تشتغل استاذة،اقبلت على الانتحار،شربت دواء مسموما،لكن محاولتها باءت بالفشل،وقد رايتهم بام عيني ياخذونها الى المستشفى...،قاطعه صاحب المقهى،وكانت عربيته رديئة جدا،هي ليست واقعة انتحار، هي محاولة قتل ،فقد اقدم نزيل اخر على محاولة قتل تلك المسكينة... كنت اشرب قهوتي واضحك،حتى اثرت انتباه بعض الحضور... كل الكوارث التي تعترض سبيلي،بسبب فتيحة،عاشقة السهر،لا اعلم كيف انها تختلق الف ذريعة وذريعة كي لا تنام،وتجرني معها الى حماقاتها التي لا تنتهي...بعد عودتي من مسقط راسي،ساغير من سلوكيات فتيحة،ساغير نمط حياتها بحسب ما اريد،ساكون القائد والمتحكم ...يجب ان اراجع نفسي،خصوصا وانني في بداية الطريق،يجب ان اتعقل،وان اتصرف بمنطق وروية...قررت الاابرح ذاك الفندق بتاتا،والا اطأ تلك الدهاليز النمطية،ومهما غضبت من جعفر،فقد كان تصرفه صائبا ومسؤولا،لن اراه بعد اليوم،كان من المفروض ان يتريت والايتسرع في استدعاء هؤلاء،وماذا لو كنت دون ملابس كما افعل غالبا وقت الحر...اضطررت الى قضاء الليلة الموالية في الفندق،اديت ثمن المبيت،كان جعفريرفض تسلم المبلغ بحدةوهو يسترسل في تقديم اعتداراته التي لم ابه بها بتاتا،فقد سبق السيف العزل وحصل ما حصل،ولاول مرة لم ياخذ مالا اضافياكاتاوة مني...لم انم طبعا،ظللت اطل من الشرفة،تذكرت الجامعةوايام الجامعة،فلم يعد هناك مجال للترجل او الرجولة،كنت ابكي بحرقة،كنت اتالم بشدة،فذاك مكاني الطبيعي،وليس في هذه الفيافي،حملت حقيبتي،ودعت جعفر،هم بحمل حقيبتي كالعادة،اتجهت نحو المحطة الطرقية المزعومة،على بعد امتار قليلة من الفندق...ركبت الناقلة،وكانت بداية رحلتي نحو مسقط راسي...
موسيقى
كنت اديت لجعفر ثمن ليلة واحدة بالفندق،على اساس انني ساستيقظ في الثالثة الا الربع؛وذلك لمواصلة سفري في الثالثة تماماوهو موعدخروج الناقلةمن المحطة الطرقيةالتي كانت عبارة عن مكان تصطف فيه مختلف الناقلات ويقصده المسافرون من كل مكان،ولم تكن هناك بناية قائمة المعالم ولا مرافق مميزة لمحطة ما،كانت بعض المقاهي غير المرخصة تملا الفضاء،وكانت رائحة تلك الاكلات الشعبيةالتي لم تكن تستهويني ابدا،تختلط برائحة المحروقات وبروائح اخرى لا تفارق هذه الساحةصباح مساء ليلا ونهارا،فتؤسس لهذا المنتجع رائحة خاصة لصيقة به لا يمكن ان تجدها بحسب رايي في اي مكان اخر من العالم...وحصل ماكان،ولم استيقظ الا في حدود الثانية من زوال اليوم الموالي،بعدما تم فتح باب غرفتي،بكسره بالقوةاو بنزعه او لا اعلم ماذا كان حصل بالضبط،هي سابقة في تاريخ نومي العريق،منذ اصبحت اعي وافهم ما يجري وما يحصل لي وحولي،من عادتي ان استيقظ لادنى حركة،بل واسمع دبيب النمل،وغالبا لا انام الا بضع ساعات... -ما اجج تخوفي هو ذلك البخاخ الذي لا يفارق يديك،واراك تستعملينه خفية وباستمرار،خصوصا بعد صعودك درجات الفندق...قلت مع نفسي،ربما اختنقت لا قدر الله... تركت جعفر يحلل ويناقش كما يشاء،عدت الى الغرفة،اسبغت وضوئي،صليت ما لم اصله منذ ليلة النكسة،كنت اتخشع في صلاتي اكثر من اي وقت مضى،ربما لان حالتي النفسيةتكسرت بفعل هذا الحادث الغريب،احسست برغبة ملحة في البكاء،كنت اريد اخراج كل تلك الدموع التي تنحصر داخل حلقي فتوخزه وتؤلمه،لكني كنت اتذكر جواب ابي يوم توفي اخي محمد:-ابي...لم لا تبك كما تفعل امي وجدتي وباقي الحضور؟الا تحب الصغير محمد انس!؟اتذكر كيف نظر الي وابتسم ابتسامة موغلة في الكابة،جرني اليه برفق،هتف في اذني بنبرة صوتية محطمة لازلت اذكر حيثياتها الى غاية كتابة هذه الاحرف:-الاتعلمي ان الرجال لا يبكون،ونفس الجواب تلقيته منه بعدما طرحت عليه نفس السؤال يوم توفي والده/جدي،فتاكد لي ان المسالة قاعدة صحيحة ضرورية بل ومسلم بها...قررت الا ابكي ابداعلى غراره،وان احتفظ بدموعي داخل طويتي،ما دمت اعشق ان اكون رجلا مثل ابي...استجمعت انفاسي،وعلى غير عادتي،توجهت الى المقهى المحادي للفندق كي اشرب قهوتي المسائيةهناك في شبه سابقة لي،كنت احضر قهوتي الى الغرفة،فارشفها بروية وبتان وعلى مراحل متعددة ومتقطعة،وانا اطل من تلك الشرفة المشرفة على الشارع وانا اتامل العالم الخارجي...او احيانا كنت اشربها بمعية جعفرفي قاعة الاستقبالات اذا كنت ارغب في ذلك...حضر الى المقهى وفد من السياح الذي يبدو انه صيني محض،كان النادل موحايبالغ في استقبال هؤلاء وفي استقبال مرشدهم،كان يحاول التواصل معهم بكل ما اوتي من مهارات لغوية وميمية...سالت موحا وهو يهم بتقديم القهوة الي:-ماذا حدث قريبا منكم في الفندق؟رايت حضورا للدرك وللمطافئ مساء،ماذا كان هناك؟ -الم تكوني بالفندق؟ -بلى،لكني كنت نائمة. -احدى النزيلات وهي تشتغل استاذة،اقبلت على الانتحار،شربت دواء مسموما،لكن محاولتها باءت بالفشل،وقد رايتهم بام عيني ياخذونها الى المستشفى...،قاطعه صاحب المقهى،وكانت عربيته رديئة جدا،هي ليست واقعة انتحار، هي محاولة قتل ،فقد اقدم نزيل اخر على محاولة قتل تلك المسكينة... كنت اشرب قهوتي واضحك،حتى اثرت انتباه بعض الحضور... كل الكوارث التي تعترض سبيلي،بسبب فتيحة،عاشقة السهر،لا اعلم كيف انها تختلق الف ذريعة وذريعة كي لا تنام،وتجرني معها الى حماقاتها التي لا تنتهي...بعد عودتي من مسقط راسي،ساغير من سلوكيات فتيحة،ساغير نمط حياتها بحسب ما اريد،ساكون القائد والمتحكم ...يجب ان اراجع نفسي،خصوصا وانني في بداية الطريق،يجب ان اتعقل،وان اتصرف بمنطق وروية...قررت الاابرح ذاك الفندق بتاتا،والا اطأ تلك الدهاليز النمطية،ومهما غضبت من جعفر،فقد كان تصرفه صائبا ومسؤولا،لن اراه بعد اليوم،كان من المفروض ان يتريت والايتسرع في استدعاء هؤلاء،وماذا لو كنت دون ملابس كما افعل غالبا وقت الحر...اضطررت الى قضاء الليلة الموالية في الفندق،اديت ثمن المبيت،كان جعفريرفض تسلم المبلغ بحدةوهو يسترسل في تقديم اعتداراته التي لم ابه بها بتاتا،فقد سبق السيف العزل وحصل ما حصل،ولاول مرة لم ياخذ مالا اضافياكاتاوة مني...لم انم طبعا،ظللت اطل من الشرفة،تذكرت الجامعةوايام الجامعة،فلم يعد هناك مجال للترجل او الرجولة،كنت ابكي بحرقة،كنت اتالم بشدة،فذاك مكاني الطبيعي،وليس في هذه الفيافي،حملت حقيبتي،ودعت جعفر،هم بحمل حقيبتي كالعادة،اتجهت نحو المحطة الطرقية المزعومة،على بعد امتار قليلة من الفندق...ركبت الناقلة،وكانت بداية رحلتي نحو مسقط راسي...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
-
Hicham Britel ****** مول القلب الصافي ديما زهرو حافي يعطي بالوافي والناس ليه تجافي ينور طريق الناس أو هو طريقو طافي ...
-
خالد الذهبي ******** بمناسبة يوم السلام Paloma de la paz Paloma lleva mi vos con altavoz Lleva mi mensaje do...
-
Amina Izeddaghen 26 min 🌛 .....قمر الخلد ..... 🌜 قمر الخلد قد بدا نورا بين النجوم مبجلا هلت له النجمات ترنما وشدت له الكواكب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق