موسيقى

" نَوارِسُ هَارِبة "

قَصِيدَةُ نَثْرٍ بعُنْوان
" نَوارِسُ هَارِبة "
...
صَارَ أعمىً ، هَذا الْحِبْرُ
وَ صِرْتُ جَاسُوساً
عَلى أَرْوِقَةِ الْقَراطِيسِ
أَشْرَبُ وَجْهَ النَّهَارِ
فِي قَنادِيلِ الْغَرابَة
وَأُنَشِّفُ دَمْعَ الْأُغْنِياتِ
بِمَنادِيلَ
مَزَّقَها اللّيْلُ
فِي مَنَافِضِهِ الْبَاكِيَةِ
هَا التّبْغُ رَخِيصاً
يُرَتِّقُ ثُقُوبَهُ الْمُقْفَلَة
أَبْواباً عَلَى أَحْداقِ الْنَّرْجِسِ ...
وَ هَا الدّخانُ مَارِداً
يُشَكِّلُنِي " خَارِجِيّاً " مِنْ دَمِي
يَصُوغُنِي عَدَماً رَاقِياً
يُغْرِقُ كَفّي ، كَما أصَابِعِي الصّفْراء
فِي بُحَيْراتِ النِّسْيَانِ
وَ هَا أنَا ، غَيْرَ مُكْتَمِلِ التّضارِيسِ
أَبْحَثُ صَلَفاً
عَنْ تِيجَان
فِي قِيعَان
غَوّرَتْهَا الْمَسَاءَاتُ الرَّمَادِيَّة ...
تَرْتَجِلُ حِكْمَتَها الْبَارِدَة
مِثْلَ وَرَقٍ
يَفِرُّ مِنْ الضَّوْءِ
يَلْبَسُ شَكْلَ النَّوَارِسِ الْمُخْتَبِئَة
فِي رَغْوَةِ الْمَوْجِ
وَ فِي عِشْقِ الْغَرَقِ
يَنْتَدِبُنِي طَائِراً
بِأجْنِحَةٍ منْ حِبْرٍ
لَا يُبْصِرُ
وَ جُرْحٍ مُنْكَسِرٍ
يًشْبِهُ نِصْفَ جَوادٍ
يَتَأمّلُ أبَاهُ
فِي صَحَائِفِ الْحَجَر
...
نون حاء

ليست هناك تعليقات: