موسيقى

قصة صغيرة

Sakina Cherqaoui
**********************
كان الوقت بعد الزوال،وفضلا عن الجو الخانق الذي تؤثثه تلك الغيوم الملبدة الدكناء،بدات تهب رياح محملة بغبار ومما علافوق الارض من اوراق واكياس بلاستيكيةوغيرها من المتلاشيات تملا الاجواء،بل حتى بعض الكلاب الضالةابت الا ان تزكي هذا المشهد الطبيعي الغاضب بامتياز...وسواء هنا او هناك،لا اثر لاي عنصر بشري على الاطلاق،الا من بعض السائقين الذين يغط بعضهم في نوم عميق في انتظار حضور بعض المسافرين واكتمال نصاب الرحلة...وطبعا من هذا الغريب المشاكس العنيدوالذي اصبحت مسالة التخلص منه جبرا لا اختيار...وانا والحقيبة، او الحقيبة واناكنا مسرحا لتلك اللحظات...وفي تلك الاثناء بالضبط،احسست ببعض الندم وبكثير من الاحباط،لكن ما ان بدا الرعد يزلزل الفضاء المشتعل حرارة وشبه المعتم غبارا وترابا،حتى ادركت ان فتيحة هي ايضا العرافة المقدسة...اه لو اخذت بنصيحتها،لو سمعت كلامها ...لما سافرت في هذا اليوم بالذات...هي صديقتي الامازيغيةالتي اغنتني عن كل الصداقات،لا شئ مثل فتيحة ولا احد يعوض فتيحة...اول ما تسلمت مهامي في العمل هناك،كنت اسمع الكل يتحدث عنها،...هناك ستجدين فتيحة،قالت فتيحة،هذه الامانة لفتيحة...،كنت في منتهى الشوق لاراها،ولانها امازيغية،ولاعتقادي القاطع انذاك،ان الجمال صفة لصيقة بالامازيغ،فقد كنت مطمئنة لهذا الجانب،على الاقل ستكون فتيحة على قدر من الملاحة والجمال وخفة الدم دون نقاش...،لكن فتيحة لم تكن كذلك ولم تكن ضمن هؤلاء...اول مرة ساراها وسنجتمع مع بعضنا،احسست ببعض الخيبة ،ولم يكن امامي الا ان اكتم هذا الاحساس،ولم تكن فتيحة الا امتدادا طبيعيا لهذا المنظرالجيولوجي الذي يطبع المكان ،الجبال سوداء،الصخور سوداء،الرمال سوداءالطيور سوداءبل حتى البسة النساء لم تسلم من تلك العتمة،وكانت زميلتي سوادا اخر يتربع على عرش هذا السواد... ونحن ندرش في (الهودج)،سمعت صوتا عاليا يناديني من القسم الداخلي للبيت،قفزت في شبه حركة لاارادية مني،وقد صاحب ذلك ارتفاع لبعض نبضات قلبي...

ليست هناك تعليقات: