موسيقى

Amal Bahiya ‎
******
هار المشاعِر. فرشَ الجسرَ قصائدَ مزينة بقوافي اسْمِها ، وعلّق عليه سلاسلَ من الاعترافات بالحبّ المباغِتِ المجنونِ . عَطّرَ المكانَ بكلماتٍ باذِخةٍ ، وروى الواحةَ القاحِلة قصصا عامِرية شيّقة ، نثر عليها ورود الهُيام, ، فوصَل عبقُها إلى عُمق الأحاسيس المستبِدّةِ ، كان يبتسمُ للقمَر، وهو يبعث إليها برسائله عبْروهَج نورِه الخالصِ، أوعبْر شخصها. من كان يُراسل ياترى ؟؟هي ؟ أوْهما معاً في شخْصٍ واحدٍ ؟؟ ربما كان يبحَثُ عن أناه ، أو عن هدوءٍ نفْسيّ غابر ،مُسْتعينا بنغماتِ القَصيدِ و بِمنْظرِ الجسْرِ الذي أضْحى كلوْحَةِ ابنِ المُلَـوّح ، لكنْ وفي أوْج إبْداعِه السّامِقِ ,كانت تُحاصِرُه لحظة تأملٍ شَرِسةٍ ،في تفاصيل الأقْدار، حينها فقط كان يَصْحو من حلمِهِ ليرْتَـشِفَ من فِنْجان قهْوتِه المُرّةِ، مرارةِ الحياة، ويسْتسلمَ لحُـزْنٍ فَظيعٍ ، يَـنْزَوي داخلَ الرّوحِ الغاضبةِ من كلّ شيءٍ ومنْ لاشَيءَ وربّما من أشياء,,,فما كان على طيْفِها إلاّ أن يقترب شيئا فشيئا، وهو يشْعرُ بِحجْم معاناتِه الصامتَةِ ليخترقَ عينيْهِ الدامعتينِ ، مشْدودا إلى نظرة حُزْنهِ الثاقبةِ ، وإلى الألمِ الموجِعِ العميقِ . مدّ يدَه برِقّة لانتشالِ بعضٍ من الأنين أو ليرْسمَ ــ ولوْ كذبا ــ ابتسامةً على حروفِ وجهِهِ الذّابلةِ ،لا أعْرفُ كيف؟ ولمَ جرّعَ الطّـيْفَ كلّ الآلامِ ؟؟ بجواب لاذعٍ مستفِزّ ," لكَ الريحُ ولها الذكْرى " ابْـتلعَه كقُرْصِ دواءٍ بِطعْمِ الحنْـظلِ لا يشْفي العليلَ من مرضِ الإعْجابِ المُزمِنِ القاتلِ ،,ثمّ عَـبَر ....نعم ,عبر مُنكسِرا ، وهويجتاحُ الأوهامَ بأنفاسٍ مخنوقةٍ،أجلْ عَـبر... كما عبرتْ كلّ كلماتِ الجسرِ إلى تلّ شاهقٍ وهَـوَتْ ، وبقيَ الجسر دون هَوامش .
أمل بهية

ليست هناك تعليقات: