موسيقى

Rachid Khalfaoui
*******************************
الأمنيــــــــــات الصغيـــــــــرة
***************
يا التي هدّتْ جدار الصمت بالصمتِ
ثم عادت للكلام
أيا امرأة نصفها للريح والآخر لي
إنني جئتُ إليكِ
يوم مالت شمسيَ نحو الغروب
أوقفتُ عن دورانها ساعتي
وأتيتكِ هربا إليك من الهروبِ
أتيتكِ رجاءً يائسا
ويأسا كما الأمل الكذوبِ
وسكبتً روحي فوق آثار خطاكِ
وقلتُ لها يا روح ذوبي
أمسِ ...تجردتً من خطايايَ ومن ذنوبي
ورأيتكِ وسمعتكِ
تتضوعين عطرا
تترددين همسا من الشعر الطروبِ
ووقفتُ
يجاذبني إليكِ الهوى وشوقي
وتبعدني عنكِ قوى ريح الجنوب
أيْ ظلام الليل
إنني منكَ..وإني وحشة الكونِ ....وإني
لعنة الدهر الغضوبِ
حينما جئتُ إلى الكونِ
لم تكن روحي معي
.....رُبَّ نجم لاح للعين خلوبا في السماء....
ماتَ من مليون عام
غير أن نوره....فرَّ من موتٍ إلى الموت الرتيبِ.........
إنني النجم أنا
جئتكم ميْتا أحمل نوري فرارا من دمي
ضاع نوري في متاهات الدروبِ
***********
آه....لو تدرين كم أهوى
وكم يجتاحني العشق....فلا أقوى
على الحب على اللقيا
ولا أقوى
على الأحلام
وكم اخشى من الأحلام
إذ أقوى
أمسِ تجردتُ من الأشواق والرغبه
بحثتُ عما يثبتُ حبي...فلم ألقَ
وشهدتُ سقوط العاشقين من الشرفاتْ
فما تأثرتُ من القسوه
تحجر قلبي
برغم الحب والشهوه
وأنتِ مثلما أنتِ
تتساءلين.........ما الذي يجعلني أصدق الكذبة الكبرى.........
فأجاب صوت
قد رماه الموج بين صخرتين
تلك أمنيةٌ
كنتما طفلين
لا....لم تكوني
كنت في المهد رضيعه
كان طفلا....
وانحنى فوق سريركْ
يتغنى بعض الحان وديعه
......نامي يابحرية العينين فالصيف جميل....
واحلمي....هذه الدنيا لكِ
وابتسمي.... انتِ لي
كنتما طفلين
واستوى بعد إنحناءٍ
وسكتْ
فرَّت الأغنية الحلوة من بين شفاهه واختفتْ
مرة أخرى بين شقيْ صخرتين
*************
أمسِ تجردتُ من ذكرياتي الموجعه
وذكرى السنابل والزنبقه
تساءلتُ عما يدور بفكري
وعن دمعتي النازفة
وعن لمسة النهد في مرة
وعن قبلة خاطفه
أهلْ كان حبا
أم كان بعض جنون
رمته على الضفة العاصفه؟
أجابني صوت ...تلاقح في الجوِّ بالغيم صوتي
تلك أمنية
كنا طفلين ....وكنا
لم أكن طفلا ....وكنا ضفتين
ضفة للحب والأخرى ألمْ
على ضفاف الحب تنمو زهرتان
صيغتا من لون اقواس قزحْ
واشتياقي
للعيون البحر....للقلب الكبير...للتلاقي
وعلى الضفة الأخرى
رقصتْ فوق اشلائيَ اطياف العدم
وطربنَ لإحتراقي
كُنا طفلين....وكُنا
وقُتلنا مرتين
=========
أمسِ تجرّدتُ من حزني وأفراحي الزائفهْ
لأرى
ماذا أرى ؟
تلك أمنيةٌ
من تخوم الحلم الشتويِّ
تأتيني الرُّؤى الأشباح
سوداءُ
كما الليل البهيم حالكهْ
فأرى فيما أرى
وردةً بيضاء تذروها الرياح العاتيهْ
ويَدانْ
تخرجان من شُقوق اللحدِ كالموتِ
يَدانْ
تزرعان الموتَ شوكا في طريق القافلهْ
كانت العيسُ تَمُرُّ من هنا
قبل مليونٍ من الأعوام
دون خوف آمنهْ
فلماذا لم يعد قلبي كما كان ؟
لم يعد رحبا بما فيه الكفايهْ؟
صارت الأمواجُ في القلبِ انحناءاتٍ
وصار الدَّمُ ماءْ
والبداياتُ .. النهاياتُ .. الطريقُ
مقبرهْ
*****
وجع الصيف على الشاطئ موتٌ
وحزيرانُ فرحْ
وحزيرانُ ولادهْ
كيف هذا الصيف موتٌ وحياهْ ؟
..........في شتاءٍ
كان شبَّاطُ ثقيلا
كان شباطُ فناءْ
وَوُلِدْنا...نحن صيفٌ وشتاءْ
والتقينا...نحن صيفٌ وشتاءْ
وقتلنا نحن صيف وشتاءْ
أيا إمرأةً
نصفها للريح والآخرُ لي
حين يُعْييني المسير في الدروب القاسيهْ
أحرقيني قُبَلا في ليالي العاشقينْ
وشموعا في جَناز الشهداءْ
واسْكُبيني خمرةً
في بحيرات بلادي...في الجراح النازفهْ
علَّني أخرجُ
من بقايَ انكِساراتي...انتصارا/عاصفهْ
أيا امرأةً
نصفها للريح والآخر لي
مُدُني أنتِ
وأنتِ العاشقهْ
------------------------
** رشيد خلفاوي
حقوق الملكية محفوظة

ليست هناك تعليقات: