موسيقى

هدنة

هُدْنةٌ في ضيافةِ أَبّولُو
******************
و تسألُني  الْملهمةُ في إلحاحٍ ....:
أينَ هي الكلماتُ ،
ترقصُ على الأنامل ...
تَنْشرها محبّةً  و وُروداَ ...؟؟؟
أين هي باقاتُ الْوَجْد،
تُشَكّلها ...
تُهْديها ...
لِحَبيبة القلب،
مَواثيقَ و عُهودا ...؟؟؟
أين تَدفُّقُ الشعرِ ،
سلْسَبيلاً ...
كيْف اختفى قمرُ الدُّجى ؟؟؟
كيف تَوَارتْ ،
سَوَالفُ الشّمس ،
كيف مِنِ انْطلاقها ...
حَجَبها الْغَمــــــــــــــــــامُ ؟؟؟
*******
و تسألُني ،
توْأمُ الرّوح ...
و في إصرارٍ تُلحّ :
هو ذَا الربيع قادم ...
يُبشر بِذْرْوَة الخِصْب ...
بِـتلاقي الْمُهَج ،
تَبْتهل بِمِحْراب الحب .
هو ذَا ،
يَوشِّح القلوبَ...،
قبل الأرضِ ،
بوِشاح الاخضرار...
هو ذا ، الربيعُ قادم ...
يُـنْهِضُ الْوَلَهَ مِن سُباتِه ،
مِن رَقْدتِــــــه ... طالتْ.
يُفَجّر الأرض  وَجْـــداً مُعَنًى ،
تُجَلّلها المحبة و الشعر و الإلهـــــــامُ  .
*******
معذرةً  مُلهمتي ،
أَبّولُو أَوْعَدَني .
يُلْهمني مُعَلّقاتٍ ،
على أسْتارِ العشق ...
تُؤَثّث مسافاتِ الشوق ...
يُفجِّرني  مُذَهّباتٍ ،
تُرصّع هامَةَ القصيد .
بعْدما ،
يهدأُ  تدفُّقُ السيلِ .
بعْدما  ،
تكُفُّ عن النحيبِ الأمطارُ .
ريْثَما تصْفو ينابيعُ الشعرِ ؛
مِن الغُـثاءِ ...
من الزّبَــــــدِِ ...
ممّا يجرفُه  مِن وَحَــــــلٍ ،
من أدْرانٍ...
التّيــــــــــــارُ...
ريْثما ،
ينْسحب  و يَمَّحِي
من وفْرتِه  اليومَ ،
هذا الرّكــــــــــــــــــــــامُ ...
*******
عَـرَمْــرَمُ الْمُتَشَيْعِرِينَ ،
كرائحَةِ الجِيفِ ،
كهجوم الطُّفيلياتِ ...
اِشْرأَبّتْ أعناقُهم ، خواءً ..
فهْيَ طُعْــــمٌ ؛
لِلواهمين ...
لِلجائعين ...
يُغْريهم مِن وَمْضَته خداعاُ، السرابُ .
عَـرَمْرَمُ الْمُتَشَيْعِرِينَ ؛
كيَرَقاتِ الجرادِ،
اندفعَتْ زاحفةً...
أحالتْ حقولَ الشعر الْبَهِيِّ  ،
خريفاً هرِماً .
و بساتينُ القوافي ،
أضْحتْ كالِحةً ...
و هْيَ يَـبـــــــــــابُ .
فكيْف مُلهمتي ،
في هذا الهَشيم المُحطّم ...
يولدُ الشعرُ ؟؟؟
وكيْف يَتَبرْعمُ ،
و يتفتَّح أَكاليلا ...
مِنْ سِحْرهِ الكـــــــــــــلامُ ؟؟؟
*******
قِيثَـــــارةُ إِبْـــرَاثُـــــــو  ،
تقطَّعتْ أوتارُها .
ما عادتْ تُوَقّع  شدْواً
ما عادتْ تئِـنُّ لحْناً  شَجِيّاً ،
أخْرسَها الْغُثاءُ.
و نَـــــايُ يُوتِيريبِي ؛
انْغلقتْ مَسامُّــه،
انْكفأَ صوتُهُ ،
صامَ عنِ البوْح المُعطّـــر ،
ماتتْ في جوفه ...
مِن وفْرتها 
مِن روْعتها
الألحانُ و الأنغــــــــــــــــــــامُ .
*******
مهلاً مُلهمتي .
بِشاراتُ الربيع،
هي ذِي  ترْنو من بعيد ..
أمْهِلينِي  ،
حتّى تهْدأَ منِ انْفِعالها ...
الزّوابعُ   .
حتّى يخْبُو من  فوْرَتِه الغبارُ .
مهلاً مُلهمتي ،
سينْقشعُ الضبابُ،
بعْد إشراقةٍ  ...
و يُــزهرُ بأَحْراشِ القلب ،
الْفُــــــلّ و الياسمينُ ...
و يفوحُ بعِطْره الزّعْترُ الْبَريُّ ،
و يتفتّحُ من خَجَلِه ،
النُّــــــــوَارُ .
مهلاً مُلهمتي،
فما كلُّ حاضِنِ ناصِيَةِ الخيْل،
بفارسٍ .
و ما كلّ مُمْسكٍ سيْفاً،
مُقاتِلٌ جسورٌ .
مهلاً ،
فنَعِيقُ الْبومِ لا يـــدومُ  .
ونقيقُ الضّفادع،
يَصْمتُ .
حين يكشفُ عن مُحَياه النهارُ .
فلا تسْتَعْجِلي .
سَيُـزْهر  الشعر بعينيكِ ...
و تُعيدنا ، للحلْم الجميلِ ...
لِلتّمنِّي ...
لِلتّغنِّي ...
مِنْ هَـفْـهَـفَـتِهــــا، الأَنْســـــامُ ...
*******
أَبّولُو .
أوْعَـــدنِي ...
بِـــروحِ امْـــرِئِ الْقَيْـــسِ ....
على الأطْلالِ باكيــــاً،
يَسْتَمْهِلُ  فاطِمَتَهُ.
وفارسُ بَنِي عَبْسٍ ،
على أَسِنّةِ الرماحِ ...
يبعثُ فرحةَ الانتصارِ .
إِكْليلاً  ،
يُتَوّجُ عَبْلَتَهُ.
أَبّولُو  أوْعدني ...
بجميلٍ وقيْسٍ  و كُـثَـيِّـــــرٍ ...
و الْحَـمْـصِــــيُّ ،
وأَنْخابُ الْخِيــــامِ ..... مُعَتّقة .
يَـزُفُّوني عريساً ...
إليكِ ،
على صَهْوَةِ الْقَصيدِ ...
تَرْقصُ  في أعْراسِهِ ،
الْقَـراطِيـــسُ و الأَقْـــــــلامُ  ....
-----------------------------------------
عبد العزيز حنان
الدار اليضاء في17- 18 - 21 /مارس 2016-
إفادات
- أبولو : إله الفنون   والموسيقى و الشعر عند الإغريق .
- إبراثو : إلهة الشعر الغزلي و الإيماء عند الإغريق ،                  يرمز إليها   بصورة انثى تحمل قيثارة . 
يوتيريبي : إلهة الشعر الغنائي  عند الإغريق ، يرمز إليها                بصورة  أنثى  تعزف على الناي . 
المذهبات :  إحدى تسميات  المعلقات  الشعرية العربية                    الخالدة و من أسمائها أيضا ، المسمطات .

ليست هناك تعليقات: