موسيقى

الليلة كانت صرختي

الليلة كانت صرختي
كانت صيحتي .
كانت غزوتي
في بحر مشيمة كالظلام.
لأدِبَّ في الأرض كباقي البشر.
لأخطو خطوتي الأولى
و أكتب قصيدتي الأولى
بعد عشرات السنين.
كانت غرفتي حُبْلى
بالأوجه والأيدي وأعقاب السجائر.
كانت غرفتي تعج بالمُخبرات
في جنح الليل لإعلان ولادتي.
واليوم أُخْفي في أعماق الحلق
شُعلة اللفظ المكابر.
تهجرني أكوام أوراقي بعد النسخ
فيدركها وَحْمُ قصيدة
على صدر جريدة.
أسْتَعْذِبُ أدخِنَةَ النوافذ من بخار.
فيصير الفعل مبنيا على رفض الجواب
وحروف الجر شتائل لغات
تعلن فينا ثورة على أَسْرِ القواعد العجيبة.
حتى أكتب اسمك على كأس قهوتي
لنقاوم مرارة الصمت
وحرقة غيابك ونار وحدتي.
أُسَرِّح قلبي لنشرب معا من نبع أيامنا
جرعات بطعم الاغتراب.
خذي مني الليلة بعض انتظاري
ودعيني أقرأ طالع بقية العمر
يا أشجارا تشكو هجرة الطير
في صمت.
وتمشط جذائل بقية ليلي والنهار.
فأنا رجل أستعذب طعم الهوس ورائحة الاصرار.
وتخيفني الجدران المشقوقة
إذْ تُفشي أمنياتي والأسرار.
ظلام وحدتي
ليلة الميلاد قوي كالاعصار.
يا بُراقا بشكل عمالقة الخيول إليك أشكو
غياب ملهمتي لعلك
على عجل تحمل إليها
أحوالي في فَرَادتي
وأني أوقدت وحدي من نار صبابتي
شموع ولادتي.
سأطفئها وحيدا بين دروب
اغترابي وغربتي.
( في ليلة ميلادي)--- ديوان ( هوس السؤال )
عزوز العيساوي

ليست هناك تعليقات: