Zine Elmustapha

15 min

في ذكرى المسيرة

هل تذكرين حبيبتي ذاك الصباح
لما مشينا في الرمال على البطاح
فخر يسابق خطونا في دي الديار
وكتابنا بين الاكف هو السلاح

صحراؤنا هتفت بها كل الجموع
فغذا الورى يهتز من وقع الصداح
وتحطمت كل الحدود امامنا
وكفى الزنادق في مسيرتنا النباح

وتطايرت اخبارنا بين الورى
اسدا تزمجر ماضيات في اجتياح
قد كسرت كل العراقل في الطريق
ومضت تدك حصون من زرع الجراح

الله اكبر قد قضي في ملكه
ان لايثبت غير اقدام الصلاح
الله اكبر قد اتى في حكمه
ان لا يؤازر من لهم سور قباح

الله اكبر قد مشينا بهديه
فاتانا رشدا قادنا نحو الفلاح

هل تذكرين حبيبتي طعم الرغيف
وخبزنا الحافي اللذيذ له انشراح
وكؤوس شاي قد شربنا عصيرها

واتت بنصر شامل كل الرياح
بين الخيام توالدت كل المنى
وتفتحت فيها القلوب شذاها فاح
كم سائر وسط الجموع ونوره

يطفو على كل الانام متى استراح
والشمس من فوق الصفوف تضيؤنا
والحر برد والسماء له جناح

هل تذكرين حبيبتي حلقاتنا
كل يغني وضوء البدر تسرقه الملاح
وتراقص الكتبان وهي سعيدة
تباذلها الرمال كؤوس راح

وتغيض من سقي المحبة كارها
وتلقح المعتوه ان نفع اللقاح
احببت من سارت بجانب مهجتي
ورعاها قلبي في المجيء وفي الرواح

وتسابقت نحو المعالي بخطوة
فاذا المعالي تنحني منها انبطاح
ايقنت ان الحب في الاوطان دين
وان النصر من رحم الكفاح

صحراؤنا عادت وعاد لقاؤنا
ولقاؤنا بأحبة ضمد الجراح
لنقول للاعداء غصوا شماتة
فالارض ارضي والثمار لنا طفاح .

ونقول للاعداء كفوا عداءكم
فالوطن وطني وهو في صدري وشاح